بنوك مركزية في حرب على جبهتين

يقول العديد من الاقتصاديين وواضعي السياسات إن أوروبا تعلمت دروساً بعد الأزمة المالية، وهي الآن في وضع قوي لتحمل المزيد من الضغوط في نظامها المصرفي.

وأثار انهيار بنك «سيليكون فالي» الأميركي والعديد من المقرضين الإقليميين الآخرين في أوائل مارس مخاوف من انتشار العدوى، والتي عززها الإنقاذ الطارئ لبنك «كريدي سويس» من قِبل منافسه السويسري «يو بي إس»، وفقاً لما نقلته شبكة «CNBC».

واتخذ صانعو السياسة على جانبي المحيط الأطلسي إجراءات حاسمة وتعهدوا بمزيد من الدعم إذا لزم الأمر، فيما شهدت الأسواق شيئاً من الانتعاش هذا الأسبوع.

من جانبه، قال الشريك الإداري الرئيس التنفيذي لشركة «The European House Ambrosetti»، فاليريو دي مولي، إن عدم اليقين والقلق سيستمران في إزعاج الأسواق هذا العام.

وأضاف: «العامل الأكثر إثارة للقلق هو عدم اليقين في الصناعة المصرفية، رغم كون أوروبا أقل تأثراً، خصوصاً وأن أداء البنك المركزي الأوروبي كان جيداً بشكل لا يصدق، والمفوضية الأوروبية أيضاً»، مضيفاً أن منطقة اليورو مستقرة وسليمة ومربحة.

وذكر دي مولي أن انهيار «SVB» سيكون على الأرجح «الأول من سلسلة» من حالات فشل البنوك.

وأشار نائب الرئيس التنفيذي والمحلل الإستراتيجي العالمي في «بيمكو» جين فريدا، إلى أنه مما لا يُحسد عليه، أنه يجب أن تخوض البنوك المركزية حرباً على جبهتين وأن تكافح في الوقت نفسه التضخم المرتفع وعدم الاستقرار في القطاع المالي.

وقال فريدا: «هناك الآن شيء ما يحدث خارج سيطرة بنك الاحتياطي الفيديرالي في القطاع المصرفي، ولدينا جميعاً وجهات نظرنا في ما يتعلق بمدى سوء ذلك، لكن إحساسي هو أننا لا نواجه أزمة مصرفية، وسيكون هناك بعض التشديد في شروط الائتمان، وسيدفع بمزيد من الركود. إنها ليست نهاية العالم، لكنها بالتأكيد ليست محسوبة في سوق الأسهم».

Exit mobile version