لم تغض قوى سياسية وشخصيات اعتبارية الطرف عن الدعوات التي يطلقها البعض بتعليق الدستور، بل حرصت على شجب مثل هذه الدعوات ومطالبتها بالتصدي لها وقطع الطريق أمامها، مغتنمين في الرد فرصة للتذكير بالخطاب التاريخي الذي ألقاه سمو ولي العهد نيابة عن سمو الأمير في 22 يونيو الماضي. أصدر التحالف الوطني الديموقراطي بياناً شجب فيه بشدة ما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي عن تعليق العمل بالدستور، وأكد التحالف أنها أماني للبعض تتعارض مع خطاب سمو الأمير، الذي ألقاه نيابة عنه سمو ولي العهد بقولهما: «لن نحيد عن الدستور ولن نقوم بتعديله ولا تنقيحه ولا تعطيله ولا تعليقه ولا حتى المساس به، حيث سيكون في حرز مكنون فهو شرعية الحكم وضمان بقائه والعهد الوثيق بيننا وبينكم». من جهتها، أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بياناً علقت فيه على الأحداث الأخيرة في الساحة السياسية جاء فيه «في ظل أزمة سياسية مستحكمة تعاني منها البلاد، تتطلب معالجات حكيمة ومسؤولة وملتزمة بأحكام الدستور، فقد انتشرت دعوات وتواترت إشاعات عن محاولة تكرار تجربة الانقلاب على الدستور، التي سبق أن رفضها الشعب الكويتي في النصف الثاني من السبعينيات والنصف الثاني من الثمانينيات». وأكمل البيان «إزاء هذه الدعوات الخطرة، فإنّ الحركة التقدمية الكويتية تهيب بالشعب الكويتي التحلي باليقظة وتوحيد صفوفه لقطع الطريق على مثل هذه التوجهات الخطرة والضارة، وإلزام السلطة بالإسراع في معالجة الأزمة المحتدمة ضمن إطار الالتزام بالدستور والمبادئ الديموقراطية، بدءاً من طيّ صفحة مجلس 2020 المرفوض شعبياً إلى غير رجعة فور تشكيل الحكومة، وعدم شرعنة وضعه الشاذ». الحاكم والمحكوم وكان الوزير السابق أنس الصالح علق على ذلك قائلاً: الترويج لتعليق العمل بأحكام الدستور كمخرج للأزمات السياسية يعكس انعدام فهم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأساس الوثيقة للنظام الذي تقوم عليه الدولة، وهذا ما أكدت عليه القيادة السياسية حفظها الله في خطاب يونيو من العام الماضي والنطق السامي لافتتاح مجلس الأمة 2022. وعلق عضو المجلس المبطل سعود العصفور على مثل هذه الدعوات بالتذكير بمقتطفات من خطاب القيادة السياسية الذي ألقي في 22 يونيو من العام الماضي بأن «الدستور شرعية الحكم وضمان بقائه والعهد الوثيق بين الشعب والحاكم»، متسائلاً في الوقت نفسه «الفريق اليائس الذي يدعو إلى تعليق الدستور من أين يستمد شرعيته؟!». من جهته، ذكر النائب مهلهل المضف: «اننا نعيش في هذه الأيام مرحلة عصيبة في تاريخ الكويت، حيث الفوضى والعشوائية، وانعدام الرؤية وغياب القيادة، مرحلة تتصارع وتتناحر السلطات الثلاث في وقت غير مسبوق على الكويت وشعبها، فالمصير الذي كنا نخشاه ونحذر منه في السنوات الأخيرة بات واقعاً نعيشه اليوم مع شديد الأسف، فالبلد أصبح مشلولاً وسلطاته معطلة تماماً والفراغ أصبح سيد الموقف». وقال المضف، في كلمة له تعليقاً على الأوضاع السياسية، «ليعلم الجميع أننا كشعب لم نختر هذا الوضع، ولم نكن سبباً فيه، فهذا المشهد المؤسف والحال البائس الذي أوصلنا إليه انعدام الرؤية وفشل الإدارة مع غياب الحكمة لدى السلطة، وترك الصراع بين بعض أبناء الأسرة وأدواتها يمزق البلد ويصل إلى مستويات غير مسبوقة أدت إلى تعطيل البلد والانقلاب على الدستور وهدم المؤسسات، وإذا استمر هذا الصراع فسيقودنا حتماً إلى الانهيار».