ممثل الأمير: التفاؤل لبوادر الانفراجات في المنطقة يمتزج بالقلق حيال استمرار بعض التحديات
– ثقتنا بأن ما تحظى به قيادة المملكة من خبرة وحكمة سيكلّل أعمال القمة بالنجاح والتوفيق
– التفاهمات السعودية / الإيرانية برعاية الصين ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها
– تبعات خطيرة للاضطرابات في العالم وما يحدث في أوكرانيا على الأمن والسلم الدوليين
– نتطلع إلى التزام حكومة سورية ببياني جدة وعمّان وقرار مجلس الأمن بما يضمن عودتها لممارسة دورها المؤثر
– ندعو المجتمع الدولي للقيام بدوره لإعادة إحياء عملية السلام وصولاً إلى حل عادل شامل
جدة – كونا – أكد ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أن الانفراجات الحاصلة في المنطقة، مدعاة للشعور بالتفاؤل، معتبراً أن التفاهمات السعودية – الإيرانية برعاية الصين، ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها وتحقيق تطلعات شعوبها.إعلان
وأعرب سمو ولي العهد، في كلمة دولة الكويت أمام الدورة العادية الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي عقدت في محافظة جدة في المملكة العربية السعودية أول من أمس، عن الثقة بأن ما تحظى به قيادة المملكة من خبرة وحكمة، جدير بأن يكلل أعمال القمة بالنجاح والتوفيق، مشيراً سموه إلى أن التفاؤل بالانفراجات، يمتزج بقلق حيال تحديات وتطورات متسارعة، تنعكس على منطقتنا واستقرارها، ومن ضمنها التبعات الخطيرة للاضطرابات في العالم، وما يحدث في أوكرانيا، على الأمن والسلم الدوليين، معتبراً أن المسؤوليات والتحديات الجسام، تتطلب منا بذل المزيد من الجهود وتنسيق المواقف لضمان مستقبل آمن مستقر، في ربوع وطننا العربي
وإذ جدد سموه تأييد الكويت لقرار مجلس جامعة الدول العربية وترحيبها بالبيانين الصادرين عن اجتماعي جدّة وعمّان، في شأن استعادة سورية لمقعدها في الجامعة، أعرب عن الأمل في أن تكون العودة السورية إلى بيت العرب، منطلقاً لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري، من خلال التزام حكومة سورية ببياني جدة وعمان وقرار مجلس الأمن، بما يضمن عودتها لممارسة دورها المؤثر الطبيعي في المنطقة.
وشدد سمو ولي العهد على موقف الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي للقيام بدوره لإعادة إحياء عملية السلام وصولاً إلى حل عادل شامل، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي ما يلي نص كلمة ممثل سمو الأمير: «بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة.. السيدات والسادة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي ممثلاً عن حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت (حفظه الله ورعاه)، أن أنقل لكم جميعاً تحيات سموه وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد في كل ما فيه خير أمتنا العربية وخدمة قضاياها العادلة.
كما يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، على رئاستها لأعمال هذه القمة في دورتها الثانية والثلاثين، معربين عن ثقتنا بأن ما تحظى به من خبرة وحكمة سيكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق، شاكرين المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً، على ما أحطنا به من كرم ضيافة وما شهدناه من إعداد مميز لهذا اللقاء الهام.
كما أشكر أخي العزيز فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة، على ما بذله من جهود خلال رئاسته لأعمال قمتنا السابقة. ولا يفوتنا الإشادة بجهود معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبوالغيط، وجهاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على إعداد لقائنا ومتابعته.
الحضور الكرام،
إننا نشعر بالتفاؤل لبوادر الانفراجات الحاصلة في المنطقة ومنها: البيان المشترك بين كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة، مؤكدين أن هذه التفاهمات ستنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وازدهارها وتحقيق تطلعات شعوبها.
إلا أن التفاؤل يمتزج بالقلق حيال استمرار بعض التحديات التي يواجهها وطننا العربي إذ يأتي اجتماعنا اليوم في ظل تطورات متسارعة تحيط بدولنا العربية والتي تنعكس – بلا شك – على أمن منطقتنا واستقرارها كما أن استمرار بعض الاضطرابات في العالم ومنها ما يحدث في أوكرانيا له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.. الأمر الذي يحتم علينا وضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات والتحديات.
وفي ما يتعلق بالشأن السوري، فإن دولة الكويت تجدد تأييدها لقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8914)، وترحيبها كذلك بالبيان الصادر في أعقاب اجتماع جدة والبيان الصادر عن اجتماع عمان، وكلنا أمل في أن تكون عودة سورية إلى بيت العرب منطلقا لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري الشقيق. وفي هذا الشأن تؤكد دولة الكويت موقفها المبدئي الثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية وموقفنا المستمر منذ بداية الأحداث بتقديم الدعم الإنساني لكل أطياف الشعب السوري، متطلعين في هذا الصدد إلى التزام الحكومة السورية بما تضمنه بيانا جدة وعمان وقرار مجلس الأمن رقم (2254) وبما يضمن عودة سورية لممارسة دورها الطبيعي المؤثر في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
الحضور الكرام،
ستبقى القضية الفلسطينية على رأس الأولويات والتحديات التي تواجه أمتنا العربية. ونود التأكيد هنا على موقف دولة الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وجرائمه التي تمس الوضع التاريخي لمدينة القدس. كما ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لإعادة إحياء عملية السلام وصولاً إلى حل عادل شامل وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.
وختاماً، فإن أمام دولنا العربية مسؤوليات وتحديات جسام تتطلب منا جميعا بذل المزيد من الجهود وتنسيق المواقف لضمان مستقبل آمن مستقر في كل ربوع وطننا العربي، متمنياً لأعمال هذه القمة كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».